أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

القط المشاكس والوسادة الناعمة

الْقِطُّ الْمُشَاكِسُ وَالْوِسَادَةُ النَّاعِمَةُ

القط المشاكس والوسادة الناعمة


فِي زُقَاقٍ ضَيِّقٍ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ، عَاشَ قِطٌّ صَغِيرٌ وَمُشَاكِسٌ يُدْعَى زِيزُو. كَانَ يُحِبُّ اللَّعِبَ وَالْقَفْزَ وَالْهُرُوبَ مِنْ أَصْحَابِهِ كُلَّمَا حَاوَلُوا إِمْسَاكَهُ. كَانَ أَشْهَرَ قِطٍّ مُزْعِجٍ فِي الْحَيِّ، وَلَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُبْقِيهِ هَادِئًا!

لَكِنَّ أَكْثَرَ مَا كَانَ يُحِبُّهُ زِيزُو هُوَ السَّرِقَةُ مِنْ وَسَادَةِ سَيِّدَةِ الْبَيْتِ جَدَّةُ سَعِيد. كَانَتْ وَسَادَتُهَا مَصْنُوعَةً مِنْ رِيشِ الْإِوَزِّ، نَاعِمَةً كَالْغَيْمَةِ! وَكُلَّمَا نَامَتِ الْجَدَّةُ، كَانَ زِيزُو يَقْفِزُ عَلَى سَرِيرِهَا وَيَسْرِقُهَا لِيَضَعَهَا فِي زَاوِيَتِهِ الْخَاصَّةِ.
🛏️ فِي لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي، حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ!

الْمُفَاجَأَةُ الْكَبِيرَةُ

فِي ذَلِكَ الْمَسَاءِ، وَبَعْدَ أَنْ غَفَتِ الْجَدَّةُ سَعِيدَةُ، زَحَفَ زِيزُو بِهُدُوءٍ نَحْوَ سَرِيرِهَا كَاللِّصِّ، وَقَبْلَ أَنْ يَحْمِلَ الْوِسَادَةَ، سَمِعَ صَوْتًا غَرِيبًا يَخْرُجُ مِنْهَا!
"آخ! لَا تَسْرِقْنِي!"
قَفَزَ زِيزُو فِي الْهَوَاءِ وَارْتَطَمَ بِالْأَرْضِ مِنَ الْفَزَعِ! هَلْ الْوِسَادَةُ تَتَكَلَّمُ؟

السِّحْرُ الْمَخْفِيُّ

اِحْمَرَّ وَجْهُ زِيزُو، وَظَلَّ يُحَدِّقُ فِي الْوِسَادَةِ بِدَهْشَةٍ. هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَسْحُورَةً؟
فَجْأَةً، تَحَرَّكَتِ الْوِسَادَةُ وَهَمَسَتْ: زِيزُو، أَنْتَ قِطٌّ ذَكِيٌّ، لَكِنَّكَ تُحِبُّ الْمَزَاحَ بِطَرِيقَةٍ تُزْعِجُ الْآخَرِينَ.
اِنْدَهَشَ زِيزُو وَقَالَ بِصَوْتٍ مُرْتَعِشٍ: كَيْفَ تَتَكَلَّمِينَ؟ أَنْتِ وِسَادَةٌ!
ضَحِكَتِ الْوِسَادَةُ وَقَالَتْ: لِأَنَّنِي لَسْتُ وِسَادَةً عَادِيَّةً، بَلْ مَسْحُورَةٌ! وَقَدْ أَعْطَتْنِي الْجَدَّةُ قُوَّةً خَاصَّةً لِأُعَلِّمَكَّ دَرْسًا مُهِمًّا.
اِحْمَرَّ وَجْهُ زِيزُو، وَأَحَسَّ بِالْإِحْرَاجِ. لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ إِزْعَاجَ أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْرِكْ أَنَّ أَفْعَالَهُ قَدْ تُضَايِقُ الْآخَرِينَ.

الدَّرْسُ الْمُهِمُّ

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، دَخَلَتِ الْجَدَّةُ سَعِيدَةُ وَرَأَتْ زِيزُو جَالِسًا بِهُدُوءٍ.
زِيزُو، هَلْ عَرَفْتَ الْآنَ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ تَأْخُذَ مَا لَيْسَ لَكَ؟
اِنْحَنَى زِيزُو وَقَالَ بِصَوْتٍ خَافِتٍ: نَعَمْ جَدَّتِي، أَعِدُكِ أَلَّا أَسْرِقَ الْوِسَادَةَ أَبَدًا!
اِبْتَسَمَتِ الْجَدَّةُ وَقَالَتْ: أَحْسَنْتَ يَا زِيزُو! إِذَا كُنْتَ تُرِيدُ وَسَادَةً، يُمْكِنُنِي صُنْعُ وَاحِدَةٍ خَاصَّةٍ لَكَ!
فَرِحَ زِيزُو جِدًّا، وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعَلَّمَ أَنْ لَا يَأْخُذَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ، وَصَارَ قِطًّا مُهَذَّبًا يُحِبُّ مُسَاعَدَةَ الْآخَرِينَ!

🌟 النِّهَايَةُ 🐾✨

📖 الدَّرْسُ الْمُسْتَفَادُ:

يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِمَ أَشْيَاءَ الْآخَرِينَ، فَمَا لَيْسَ لَنَا، لَا يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَهُ.
تعليقات