ليلى ونور، قصة قبل النوم تحت ضوء القمر

ليلى ونور، قصة قبل النوم تحت ضوء القمر

ليلى ونور، قصة قبل النوم تحت ضوء القمر
ليلى ونور، قصة قبل النوم تحت ضوء القمر


الفصل الأول: مملكة السكون

في إحدى زوايا هذا العالم الهادئ، توجد قرية صغيرة لا تُرى في النهار ولا تُسمع في الضجيج. تُدعى تلك القرية: "سُهاد".
سُهاد ليست كأي مكان، فهي تظهر فقط حين ينام آخر طفل في الأرض، وتختفي حين يستيقظ أولهم. فيها، لا تُقاس الساعات بالساعات، بل بنبضات الحُلم.
بيوتها من ضوءٍ ناعم، وشوارعها مفروشة بغيومٍ صغيرة، تتكئ عليها القطط وتتنزه فوقها النجوم.
وفي قلب سُهاد، كانت هناك فتاة صغيرة تدعى نور، تبلغ من العمر تسع سنين، شعرها كالليل الطويل، وعيناها تلمعان كما لو أن القمر خبّأ فيهما سرّه.
كانت نور لها مهمة سرية لا يعرفها أحد سوى القمر نفسه...

الفصل الثاني: نجمة لا تضيء

كل ليلة، حين ينام أطفال العالم، تصعد نور إلى قمة التلّ الأزرق، حاملة معها حقيبتها الصغيرة، وتبدأ بجمع أضواء الأحلام التي تسقط من النجوم.
لكن في إحدى الليالي، وبينما كانت تجمع آخر حزمة ضوء، توقفت نجمة في السماء ولم تُرسل ضوءها كعادتها.
نظرت نور إلى القمر وهمست:
"يا قمر، لماذا توقفت النجمة عن الإضاءة؟"
ردّ القمر بصوتٍ حنون لكن حزين:
"تلك النجمة تخصّ طفلة لم تنم الليلة... بقيت تبكي في فراشها، وخافت من الظلام، فقررت النجمة أن تبقى معها."
أدركت نور حينها أن كل نجمة ترتبط بقلب طفل، وأن لا ضوء يُهدى للعالم إن بقي طفلٌ واحد حزينًا مستيقظًا.

الفصل الثالث: ليلى والأحلام المُعطّلة

في الجانب الآخر من الأرض، كانت "ليلى" – الطفلة التي اعتادت سماع الحكايات قبل النوم – قد قررت ليلتَها أن تبقى مستيقظة، تنتظر حكايةً أطول، حكاية لا تنتهي.
لكن ما لم تعرفه هو أن عالم "سُهاد" كله كان متوقفًا... لا أحلام تُوزّع، لا أغطية دافئة تُنسج، ولا فراشات حلم تطير.
وفي مملكة الأحلام، اجتمعت الكائنات السحرية، مثل الدُب الأبيض الذي يصنع وسائد الغيم، والعصفور الذي يغني لقلوب النائمين، وزهرة النسيان التي تُنسي الأطفال كوابيسهم.
قال الدب بقلق:
"ماذا لو لم تنم ليلى الليلة؟ سيتكدّس الحلم، وتتعطل آلة الطمأنينة!"

الفصل الرابع: رسالة إلى الأرض

قررت نور أن ترسل رسالة سحرية إلى ليلى، عبر نَفَسِ الريح.
فتحت زجاجة صغيرة وكتبت على ورقة لامعة:
"عزيزتي ليلى، العالم لا يكتمل بدونك. إن نومك ليس هروبًا، بل هو البوابة التي تعبرين منها إلى العجائب. إننا هنا ننتظرك لنبدأ. نحبك. نور."
وصلت الرسالة إلى نافذة ليلى، فشعرت فجأة بشيء دافئ يلمس قلبها، وكأن أحدًا يُخبِرها أن العالم لا يهدأ حتى تهدأ هي.
أغمضت عينيها، وشعرت بغطاء من الدفء يُلفها، وسمعت صوتًا خافتًا يقول:
"مرحبًا بكِ في سُهاد."

الفصل الخامس: لقاء الحُلم

استيقظت ليلى... لكن هذه المرة، داخل الحلم.
كانت واقفة وسط حقل من الأضواء، والنجوم تحيط بها كأنها أصدقاء قدامى. وهناك، رأت فتاةً تشبهها، تقف بثوب من غيم، وعينين تشعّان صفاءً.
قالت الفتاة:
"أنا نور. تأخرتِ علينا، لكن لا بأس... تعالي نُكمل جمع الأحلام معًا."
ضحكت ليلى، وركضت معها بين الغيوم، وساعدتها في توزيع الضياء على أطفال العالم، وأدركت شيئًا عجيبًا:
أن الحكايات التي نسمعها قبل النوم... ليست مجرّد كلمات. إنها مفاتيح لعوالم نجهلها، لكنها تعرفنا جيدًا.

الفصل الأخير: تعهُّد النجوم

منذ تلك الليلة، لم تعد ليلى ترفض النوم. كانت تنتظره، تشتاق إليه، وتُحسّه كرحلة إلى مملكةها الخاصة.
وصارت كل ليلة، حين يطفئ والدها الضوء، تهمس:
"هل ستبدأ سُهاد الآن؟"
ويبتسم والدها قائلًا:
"نعم يا صغيرة الحُلم... إنهم ينتظرونك لتبدأ الحياة."
تعليقات